حارسة الذاكرة قلعة عجلون

هل وقفت يوما في منتصف مكان أثرى او قلعة تاريخية وانتابتك رغبة عارمة في الرجوع بالزمن الى تفاصيل قاطنيها وحياتهم وطريقة عيشهم وافكارهم, او احتلتك الخيالات واسترجعت بعض معلومات قد قرأتها عن المكان هنا او هناك , او تساءلت ما ان عرف أصحابها انها ستصبح يومًا ما شاهدًا على بطولاتهم وذكائهم المعماري وفنون حياتهم!


ما ان تصل الى قمة الجبل الذي تتربع عليه قلعة عجلون على ارتفاع 1100 م فوق سطح البحر, حتى ترى شاهدًا حقيقياً على واحدة من اهم الحصون التي بنيت في عهد القائد صلاح الدين الايوبي على يد أحد أكبر قادته عز الدين أسامة سنة 1184م.


ان لموقع القلعة الاستثنائي دلالة واضحة على حنكة صلاح الدين الايوبي السياسية وذكائه حيث بنيت على هذا الارتفاع الشاهق لمراقبة تحركات الجيوش الصليبية التي كانت تشكل تهديدًا حقيقيا للبلاد ان ذاك ولحماية الطرق التجارية مع دمشق وشمال سوريا والحفاظ على خطوط المواصلات وطرق الحج بين بلاد الشام والحجاز. 


يطلق على قلعة عجلون اسماءً أخرى منها قلعة الربض نسبة الى قبيلة الربضية التي مازال أبناؤها يقطنون تلك الأراضي حتى يومنا هذا, كما ويطلق عليها اسم قلعة صلاح الدين. 


لعل أكثر ما يميز قلعة عجلون عناصرها المعمارية ذات الطابع الإسلامي الأصيل من الاقواس والبوابات المدببة والمتقاطعة والتي اضيف عليها الصبغة العسكرية التي لا تخطئها عين زائرها ,فهنالك الجسر المتحرك الذي يرفع في حالات الحرب ويعاد في أوقات السلم وهنالك أيضا نوافذ إطلاق السهام وسقاطات الزيت الحارق والماء المغلي بالإضافة الى الخندق العميق المحيط بالقلعة والذي كان حصنا اضافيًا لها بالإضافة الى استخدامه في جمع مياه الامطار.


لا تفوت فرصة زيارة هذه التحفة المعمارية الحصينة والاستمتاع بالأنشطة المتنوعة التي يمكنك القيام بها في تلك الاثناء, كزيارة المتحف الصغير الموجود في القلعة والذي يحتوي على العديد من القطع الاثرية ولوحات الفسيفساء واشكالاً متعددة من أسلحة العصور الوسطى, كما ويمكنك التقاط أجمل الصور التذكارية من على قمة أحد أبراج القلعة المطلة على التلال المنحدرة لوادي الأردن. ويمكنك أيضا زيارة محمية غابات عجلون الطبيعية القريبة نسبيًا من القلعة والتي تعد واحدة من أجمل المحميات الطبيعية في الأردن وأكثرها جذبًا للسياح لروعة تلالها واشجارها وثراء حياتها البرية والبيئية.