السلط مدينة التسامح والضيافة الحضارية على قائمة التراث العالمية

السلط، تلك المدينة الذهبية التي اشتهرت وعرفت بالحجر الأصفر لمبانيها الاثرية الآسرة للأنظار، مدينة التسامح والتعايش على مر العصور والحقب الزمنية التي مرت بها.

تقع هذه المدينة التراثية الجميلة شمال غرب العاصمة عمان، وتعتبر مركز محافظة البلقاء ويشكل سكانها وتراثها مزيجًا متنوعًا من السكان، حيث كانت مركزًا تجاريًا لبلاد الشام والضفتين، وحاضنة ثقافية ومنارة تعليمية، حيث تأسست فيها مدرسة السلط الثانوية، أول صرح تربوي عريق.

ومما يزيد من جمال هذه المدينة العريقة مناخها اللطيف وطبيعتها الخضراء الخلابة وكثرة الينابيع فيها كعين الجادور.

وُصفت مدينة السلط بمدينة التسامح والضيافة الحضارية حين تم ادراجها في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي لأنها عرفت تاريخيًا بالمدينة التي وحدت القوى لمقاومة الكراهية ولزرع الوئام والتعايش بين جميع مكونات المجتمع، فنرى اليوم مآذن المساجد تتقاطع واعمدة الكنائس في شوارعها وحاراتها، كما ويتشارك المسلمون والمسيحيون من سكانها المنازل والجدران والأزقة كعائلة واحدة في حب وتعايش تضرب فيه أجمل الأمثال.


أفضل الأماكن السياحية في مدينة السلط:

متحف السلط التاريخي (بيت أبو جابر)


يعد بيت أبو جابر أحد أبرز البيوت التراثية في وسط مدينة السلط ويعود تاريخية الى أواخر القرن التاسع عشر. تقدر مساحة متحف السلط ١٢٤٢ مترًا مربعًا، ويعرض المتحف تاريخ السلط وثقافتها في فترة ازدهارها منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين.

تم ترتيب صالات العرض فيه بطريقة تتلاءم مع التصميم الداخلي للبيت مع اقل قدر من التعديلات للمحافظة عليه وعلى تاريخه الاثري، ومن ثم تم تجهيزه وتزويده بمعدات واثاث العرض.

يضم الطابق الأرضي للمتحف مركزًا للزوار ومركزًا للدراسات، بالإضافة على قاعة عرض مؤقتة، اما الطابق الأول فيحتوي على قاعات عروض تُبين تاريخ المدينة العريق، فيما يركز الطابق الثاني على المواضيع الثقافية والمعمارية والحياة اليومية لمدينة السلط.


مسجد السلط الكبير

شُيّد مسجد السلط الكبير في العصور الإسلامية الأولى فهو من أقدم وأهم المعالم الدينية والتاريخية في مدينة السلط. يتألف المسجد الكبير من وحدتين معماريتين وهما الساحة والمصلى، ويقع المدخل الرئيسي للمسجد في الجهة الجنوبية للساحة.

من أجمل ما يميز مسجد السلط الكبير طرازه المعماري المُميز، والذي كان متبعًا في بناء المساجد في العصور الاسلامية الأولى، ففيه الصحن والمأذنة ذات الادراج اللولبية وبركة مياه حجرية وأرضيات من الحجارة الصلبة.

يُعد مسجد السلط من الأملاك الوقفية وينفق عليه من واردات الأوقاف والتبرعات، وتقام فيه الصلوات الخمس وصلاة العيدين، فضلا عن حلقات الدروس والمحاضرات الدينية العديدة.


متحف اثار السلط

أسس متحف آثار السلط عام ١٩٨٣م، ليكون متحفًا اقليميًا لمدينة البلقاء، ورتبت معروضاته ترتيبًا زمنيًا طبقًا للمحور العام للمتحف (علم الآثار في البيئة الطبيعية).

يقع المتحف في مبنى آل طوقان ضمن أحد البيوت التراثية لمدينة السلط، ويضم قطعًا اثرية وردت من الحفريات التي أجريت معظمها في محافظة البلقاء والتي تعود الى الفترات التاريخية من العصر الحجري النحاسي حتى العصر الإسلامي.

يحتوي المتحف على حوالي ١٠٠٧ قطعة معروضة منها ٢٦٦ قطعة اثرية من الفخار وزجاج الصوان وقطعًا عظيمة من الفسيفساء والمسكوكات.


بيت خيرات السلط

بيت خيرات السلط هو أحد المشاريع التسويقية التي تعطي السياح تجربة غنية وفريدة عن تاريخ مدينة السلط. يعنى البيت ببيع المنتجات القديمة من اثواب السلط التراثية المطرزة بمختلف الألوان (المدارق) التي كانت ترتديها الجلد كما ويسلط الضواء على لباس الأجداد التراثي (الجبر والدامر والشماغ). كما ويضم المشروع انتاج وبيع المواد الغذائية والتراثية مثل المربيات والخبيصة والسماق البلدي والزعتر البلدي بما يحافظ على الموروث الشعبي بالإضافة الى بيع معروضات الحرف اليدوية كالصابون واطباق القش والاسلاك البلاستيكية. كما يدعم المشروع سيدات المجتمع المحلي الأردني.


شارع الستين

يعتبر مطل شارع الستين ملاذًا للسكان المحليين والسياح الأجانب وذلك لوقوعه في مكان مرتفع على طريق شارع الستين الشهير، اذ يوفر اطلالة بانوراميه ساحرة ومجموعة من الأماكن المخصصة للتنزه للاستمتاع بقضاء أوقات رائعة في أحضان الطبيعة في أجواء صيفية معتدلة.


شارع الحمّام

يشهد شارع الحمام التراثي نشاطًا سياحيًا وتجاريًا يوميًا، ويقدم الشارع تجربة فريدة للسياح عن تأسيس مدينة السلط التراثي، وسمي بشارع الحمّام نسبة الى حمام تركي قديم مازالت اثاره ظاهرة حتى اليوم. يقع شارع الحمّام في وسط مدينة السلط القديمة ويشكل مظهرًا بارزًا من مظاهر مدينة السلط التاريخية. كما تتوزع على طول شارع الحمّام المحال التجارية التي تبيع السلع والمنتجات المحلية المتنوعة وذلك الى جانب المطاعم والمقاهي البسيطة ذات الأجواء المريحة والدافئة. ويحتضن الشارع مسجد السلط الصغير وكنيسة بحجر اصفر على الطراز الإيطالي.


مقام النبي شعيب

يقع مقام النبي شعيب في منطقة وادي شعيب غرب مدينة السلط محاطًا بالأشجار الحرجية في أجواء روحانية تلقي بظلالها عليه، ويعد مقام النبي شعيب من المواقع السياحية الدينية المهمة في الأردن، حيث يستشعر الزائر للمقام اجواءً روحانية نظراً لموقعه الهادئ ووجوده في منطقة تُعتبر قليلة السكان والزوار.