أم الجمال

أم الجمال، الواقعة على بُعد 80 كم شمال العاصمة عمّان، تُعد موقعًا استثنائيًا يعكس تاريخًا معمارياً من العصور القديمة المتأخرة، وقد بُنيت بشكل رئيسي من حجر البازلت الأسود. حيث كانت في الأصل مستوطنة نبطية، ثم أصبحت مركزًا عسكريًا رومانيًا، وازدهرت لاحقًا كبلدة زراعية وتجارية بيزنطية بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين. من أبرز معالمها 150 منزلًا من البازلت، و16 كنيسة، وهياكل مثل هيكل البر توريوم، وبوابة كومودوس، والخزان الكبير، وكلها تعكس التراث الروماني والبيزنطي الغني. كما تكشف الأبنية المحفوظة جيدًا، مثل مجمع "البيت السابع عشر والثامن عشر" والكنائس مثل الكنيسة المزدوجة والكاتدرائية، عن التحولات في الممارسات الدينية من الرومانية إلى المسيحية، وصولًا إلى الإسلامية المبكرة. وفي عام 2024، تم إدراج أم الجمال كموقع تراث عالمي لليونسكو، مما يعزز أهميتها ككنز ثقافي وتاريخي.

كما تم استخدام تقنيات البناء المبتكرة باستخدام البازلت، مثل التسقيف بالحجر المتشابك والصفوف المتداخلة، والتي ساهمت بدورها في إنشاء مبانٍ متعددة الطوابق ومتينة صمدت عبر القرون. وتُبرز النقوش النبطية، التي بعضها مكتوب باللغتين النبطية واليونانية. هذا ويمكن للزوار استكشاف 33 نقطة جذب على طول المسار التفسيري وزيارة المتحف الموجود في الموقع، والذي يعرض قطعًا أثرية، ويوفر ورؤى أعمق حول تاريخ المكان. هذا المزيج الفريد من الإبداع المعماري والإرث الثقافي، الذي حُفظ من خلال الجهود المحلية، يجعل أم الجمال وجهة مميزة لفهم تاريخ الأردن المتنوع عبر مر العصور.