3/12/2025

الأردن يترأس الاجتماع الحادي والخمسين للجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للشرق الأوسط


ترأست وزيرة السياحة والآثار/ رئيسة اللجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للشرق الأوسط لينا عناب، إجتماع اللجنة الحادي والخمسين الذي استضافته دولة قطر، بحضور أمين عام منظمة الأمم المتحدة للسياحة زوراب بولوليكاشفيلي، وبمشاركة وزراء السياحة وكبار المسؤولين والخبراء من مختلف دول المنطقة، بالإضافة إلى قيادات منظمة الأمم المتحدة للسياحة.

وقالت الوزيرة عناب، في الكلمة الافتتاحية للاجتماع الذي حضرته المديرة الإقليمية للشرق الاوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة بسمة الميمان، ورئيس قطر للسياحة، سعد بن علي الخرجي، "أن مستقبل السياحة في منطقتنا يعتمد على قدرتنا على الابتكار والتعاون، وتعزيز الاستدامة، ولذلك، نحن مطالبون اليوم بتبني سياسات طموحة تعزّز من مكانة الشرق الأوسط كوجهة عالمية رائدة في قطاع السياحة، عبر تطوير منتجات وتجارب سياحية متكاملة، والاستثمار في البنية التحتية الذكية، وتمكين المجتمعات المحلية، وتعزيز التعاون الإقليمي والذي سيكون حجر الأساس لمستقبل أكثر استدامة وازدهار لقطاع السياحة إقليمياً ودولياً".

وبيّنت الوزيرة عناب، أن منطقة الشرق الأوسط قد شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوّرات لافتة في صناعة السياحة وبالأخص السياحة الرياضية، ومن أبرز المحطات التي عايشناها كان كأس العالم FIFA 2022 في قطر، الذي شكّل نموذجاً عالمياً في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، سيما وأنه كان لهذا الحدث تأثير عميق على صناعة السياحة في المنطقة، حيث أظهر أن السياحة والرياضة توأمان متلازمان، قادران على تحقيق نموّ اقتصادي مستدام، وتعزيز مكانة المنطقة كمركز جذب عالمي للأحداث الكبرى.

وأكدت أن تنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم في أواخر العام 2022 كان حدثاً رياضياً استثنائياً، حيث جمعت العالم في أجواء رياضية رائعة وأثبتت قدرة المنطقة العربية على التفوّق والتميُّز، معربة عن تهانيها للمملكة العربية السعودية الشقيقة على فوزها المُستحق لتنظيم كأس العالم 2034، وللمملكة المغربية الشقيقة على اختيارها لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

وأشارت عناب، إلى أن هذا المؤتمر سيركز في دورته الحالية على دراسة أثر الفعاليات الرياضية الكبرى على حركة السياحة في الشرق الأوسط، ومناقشة الاستراتيجيات المستقبلية لتنمية هذه الفعاليات السياحية الصديقة للبيئة، حيث نتطلّع إلى الاستفادة من الدروس المُتعلقة بتدابير الاستدامة التي تم تطبيقها خلال كأس العالم، ودور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل في السياحة الرياضية، وتحسين تجربة الزوار وتعزيز مشاركتهم فيها، إلى جانب البحث في كيفية جعل إقليم الشرق الأوسط وجهة عالمية للسياحة الرياضية.

وأكدت عناب أن تعزيز مشاركة المرأة في قطاع السياحة يمثل ركيزة أساسية في جهودنا لتحقيق التنمية المستدامة، مما يحتم علينا تكثيف الجهود لتمكين المرأة من الوصول إلى التعليم والتدريب وفرص التوظيف العادلة، مشيرةً إلى الالتزام بتطوير قطاع السياحة من خلال المبادرات الريادية المقترحة على الدول الأعضاء والشركاء وفق رؤية منظمة الأمم المتحدة للسياحة، والسعي لتعزيز مخرجات برنامج عمل المنظمة، حيث تشمل هذه المبادرات تعزيز التنافسية من خلال تطوير إحصاءات دقيقة حول السياحة وفق معايير الأمم المتحدة، والتركيز على تعزيز الاستدامة والشموليّة من خلال تبنّي الاقتصاد الدائري والعمل المناخي في قطاع السياحة، ودعم التنوّع البيولوجي، وتقليل أوجه عدم المساواة، وتعزيز الثقافة والتراث، إضافة إلى الاستثمار في الموارد البشرية من خلال تعزيز التعليم والتدريب، وترسيخ رأس المال البشري، ودعم العمل اللائق في قطاع السياحة".

وأكدت عنّاب أن الأردن يواصل جهوده في تطوير قطاع السياحة الرياضية وفق رؤية قائمة على الاستدامة والتراث الثقافي والسياحة البيئية والمغامرات، وأن الإعلان عن إنشاء ملعب دولي جديد لكرة القدم بسعة أربعين ألف مُتفرّج يكون نواة لمدينة رياضية أولمبية حديثة ومتطوّرة هو في مقدمة هذه الجهود".

وقالت الوزيرة عناب "أن التراث الثقافي والتاريخي لفلسطين جزء لا يتجزأ من هويّتنا الجماعية، وعلينا ضمان استمرار وجوده ضمن الإطار السياحي الإقليمي والدولي وضمان إدراج المُدن التاريخية في فلسطين في خطط تنمية السياحة الإقليمية، بما يضمن أن تبقى هذه المواقع متاحة للسُيّاح من جميع أنحاء العالم، في ظل احترام خصوصيّتها الثقافية والدينية والجغرافية."

وبحسب كلمتها في بيان رئاسة اللجنة، قالت رئيسة اللجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للشرق الأوسط وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، إن منظمة الأمم المتحدة للسياحة هي منصة أساسية لتعزيز التعاون الدولي في القطاع السياحي، وقد أظهرت عبرَ برامجها المتنوّعة ومبادراتها الطموحة، التزامها العميق بتحقيق التنمية السياحية المستدامة، وساهمت في تعزيز قدرات الدول الأعضاء على تطوير استراتيجيات وخطط مبتكرة تهدف إلى تحسين التجارب السياحية، وترسيخ استدامة القطاع، وإثراء التجربة الثقافية والإنسانية للسياح والزوار حول العالم.

وبيّنت، أن منظمة الأمم المتحدة للسياحة حدّدت الاستثمارات باعتبارها واحدة من الأولويات الرئيسة لتعافي القطاع السياحي ونموّه، وفي هذا الإطار، شهدت المنطقة تركيزاً على الابتكار والإستثمار، مع مبادرات تهدف إلى تعزيز مرونة القطاع وشموليته، مثمنة عالياً شمول نشاط إصدار دليل الاستثمار في الدول الأعضاء، بدءاً من المملكة الأردنية الهاشمية، والعمل جاري لإصدار أدلّة مماثلة في كل من سلطنة عمان ومملكة البحرين الشقيقتين ودول أخرى تباعاً.

وأشارت الوزيرة عنّاب، إلى تركيز المنظمة على برامج الرقمنة والابتكار، خاصة فيما يتعلق بدعم فئة الشباب والنساء، حيث تشكل أساساً رئيساً لتنمية مهارات القوى العاملة في قطاع السياحة، مثمّنة دور المنظمة في دعم الدول الأعضاء من خلال الخبرات والجهود في تنظيم حملات تسويقية فعّالة، وصولاً إلى استضافة الفعاليات المميزة، وتنويع المنتجات السياحية في الدول الأعضاء، حيث شملت خطط ومشاريع مبادرات لدعم كفاءة الوصول السياحي وترسيخ ممارسات السياحة البيئية التي تهدف إلى تقليل الأثر البيئي للأنشطة السياحية، والمساهمة في تعزيز القدرات المؤسسية للدول الأعضاء، وتوفير التدريب اللازم للكوادر العاملة في القطاع، وتشجيع الالتزام بأعلى المعايير العالمية لتطوير المنتجات السياحية، لافتة إلى عمل المنظمة أيضاً على تطوير معايير الجودة، وتوفير بيئة تنظيمية تشجّع الاستثمار في سياحة الاستشفاء والعلاج.

وألقت الوزيرة عنّاب، كلمة المملكة الأردنية الهاشمية في الاجتماع الحادي والخمسين للجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة لمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن حكومة المملكة الأردنية الهاشمية تولي أهمية كبيرة لقطاع السياحة باعتباره جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، وداعماً رئيسياً للاقتصاد الوطني، حيث وصلت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى حوالي 15%، ما يعكس أهمية هذا القطاع في دفع عجلة التنمية، حيث قامت الحكومة بشمول القطاع السياحي ضمن أهم محركات النمو الاقتصادي في المملكة في رؤية التحديث الاقتصادي 2023 – 2033.

واستعرضت الوزيرة عنّاب، جهود وزارة السياحة والآثار لتجاوز الأزمات والتحديات الإقليمية التي تعرض لها القطاع السياحي بالمملكة التي تمثلت في استكشاف أسواق جديدة للمنتج السياحي من خلال برامج تحفيز الطيران، وتطوير الأنماط السياحية المتنوّعة، وتنفيذ حملات تسويقيّة واسعة عبر منصات متعددة، حيث أسهمت هذه الجهود في استقطاب نحو 6.1 مليون زائر عام 2024، وتحقيق دخل سياحي بلغ 5.1 مليار دينار، بانخفاض شكل أقل من 3 % من الدخل، و4 % في عدد الزوار مقارنة بالعام الماضي.

ولفتت إلى أن الوزارة اهتمت بالتدريب على المهن السياحية بتدريب وتطوير كوادر القطاع السياحي والباحثين عن فرص عمل في مجالات السياحة والضيافة، وتوفير فرص عمل جديدة في المجتمعات المحلية وتطوير القدرات الفنيّة لمقدمي الخدمات في القطاع السياحي، فضلاً عن الاستمرار في دعم برامج السياحة الداخلية، ومنها برنامج "أردننا جنة"، الذي أسهم في تنظيم 10 آلاف رحلة بمشاركة أكثر من 311 ألف مواطن و387 شركة.

وفي إطار الترويج لسياحة الحج المسيحي، قالت الوزيرة أنه تم الإنتهاء من تأهيل مسار "درب الحج المسيحي"، وإعداد دراسة شاملة للمواقع الأثرية المسيحية، كما تم وضع خطة لتطوير موقع "مكاور" بما يشمل توفير خدمات وتجارب سياحية متميزة للزوار، فيما نظّمت الوزارة معرضاً بعنوان "الأردن: فجر المسيحية" في الفاتيكان مؤخراً، وهو حدثٌ تاريخي يعرض قصة جذور المسيحية في الأردن من خلال مجموعة من القطع الأثرية النادرة واللوحات الفسيفسائية والمواد الفلمية التفاعلية، التي تروي سردية إنطلاق المسيحية من الأردن بطريقة إبداعية ومبتكرة.

وأكّدت أن الأردن وهو عضو مؤسس في لجنة السياحة الإقليمية للشرق الأوسط، قد ساهم بشكل كبير في تعزيز التعاون مع المنظمة من خلال رئاسة اللجنة للسنوات 2023-2025، واستضافة الاجتماع الـ 49، وإطلاق دليل الاستثمار السياحي، كما تم إعلان المملكة مركزاً إقليمياً للسياحة العلاجية والاستشفائية خلال أعمال الاجتماع التاسع والأربعين للجنة الشرق الأوسط في المنظمة، ومؤتمر السياحة العلاجية والإستشفائية الذي عقد في البحر الميت عام 2023، ما أسهم في تعزيز مكانة الأردن كوجهة رئيسية لهذا النوع من السياحة في المنطقة".

واختتمت عنّاب كلمتها بأن تعزيز السياحة في الشرق الأوسط يتطلب تعاوناً جماعياً بين الدول لتسهيل إجراءات السفر، ودعم الابتكار السياحي، وتحفيز الاستثمارات المستدامة، كما يجب الاستفادة من الرقمنة لتحسين تجربة السياح، وتعزيز دور المجتمعات المحلية في التنمية السياحية.