الموقع الرسمي لهيئة تنشيط السياحة
عمان 27 أيلول (بترا)- تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، اختتمت أعمال النسخة السادسة عشرة لمؤتمر تاريخ وآثار الأردن (ICHAJ16)، في العاصمة اليونانية أثينا، بعنوان "علم الآثار والاستدامة: التعلم من الماضي من أجل مستقبل آمن وقوي".
وتضمنت أبرز توصيات المؤتمر ضرورة استمرارية أعمال البحث العلمي في التراث الحضاري الأردني الملموس وغير الملموس، وإشراك الشباب والمرأة والمجتمعات المحلية، والتعلم من الماضي لمواجهة التحديات الراهنة واستشراف مستقبل أكثر أمنا.
وحضر المؤتمر سمو الأميرة ثروت الحسن، وسمو الأميرة دانا فراس وسمو الشيخة مي بن حمد آل خليفة ووزير السياحة والآثار وعدد من المسؤولين رفيعي المستوى وسفراء عدد من الدول العربية والعالمية وأكاديميين وعلماء آثار أردنيين ودوليين.
وكان سمو الأمير قد أطلق مؤتمر "تاريخ وآثار الأردن" في نسخته الأولى في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة عام 1980. ويعقد المؤتمر كل ثلاثة أعوام ضمن رؤية سموه بأن "التراث الحضاري ليس مجرد بقايا من الماضي، بل هو جسر يصل بين الأزمنة ويصنع استدامة الحضارة والفكر الانساني لمواجهة التحديات الراهنة".
ويعد المؤتمر من أبرز المنصات العلمية التراثية العالمية، التي تسلط الضوء على تاريخ الأردن الحضاري الممتد لآلاف السنين ضمن النسيج الحضاري للمشرق.
ويحمل المؤتمر لهذا العام، خصوصيات متعددة، إذ حضره ممثلون عن عدد من الدول عربية وأكاديميون وسياسيون وشخصيات رفيعة المستوى عربيا ودوليا.
وتضمن المؤتمر عرض أوراق بحثية متخصصة وعقد ورش عمل ومحاضرات تتعلق بآثار الأردن وعمق تاريخه الحضاري، إضافة إلى انعقاده في أثينا والأهمية التاريخية للعلاقات بين الأردن واليونان ضمن النسيج الحضاري الإنساني في حوض المتوسط.
وأعربت سمو الأميرة دانا فراس، سفيرة الأردن لدى اليونيسكو، عن امتنانها لانعقاد وحضور المؤتمر، معربة عن سعادتها لكونها جزءا من هذا التجمع العلمي المميز للمرة الأولى.
وقالت سموها "إن المؤتمر كان غنيا بالمعلومات القيمة والمتقدمة في مجال علم الآثار، وشهدت فعالياته تنوعا علميا مميزا، مما جعله تجربة علمية ثرية وملهمة تسهم في تعزيز الحوار الحضاري والمعرفي في المنطقة".
وفي كلمته خلال الحفل الختامي، أشار مدير عام دائرة الآثار العامة الدكتور فوزي أبو دنة، إلى أن المؤتمر ما كان ليستمر ويتطور لولا الرؤية الثاقبة والدعم المتواصل من سمو الأمير الحسن بن طلال، الذي آمن بأن التراث والآثار ليست مجرد شواهد تاريخية، بل هي جسور فكرية وحضارية تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
وأضاف أبو دنة أن المؤتمر بات، "تقليدا علميا مرموقا وملتقى دوليا يترسخ مع مرور العقود، ليغدو أحد أبرز المحافل العالمية المعنية بتاريخ وآثار الأردن والمنطقة".
وأضاف: "لقد شكل هذا المؤتمر على مدى أيامه الخمسة منصة رفيعة لتبادل المعرفة والخبرات بين الباحثين من الأردن والعالم، حيث شهد زخما علميا متميزا من خلال أكثر من 250 ورقة بحثية، أسهمت في فتح آفاق جديدة لفهم أعمق لتاريخ وآثار منطقتنا بما تحمله من غنى حضاري وإنساني".
ومن جانبه أفاد الدكتور معاوية إبراهيم، عضو اللجنة العلمية للمؤتمر، بأن اللجنة العلمية توصي بضرورة استمرار انعقاد المؤتمر تحت رعاية سمو الأمير الحسن بن طلال، وأن يعقد في الأردن، مع التركيز على دعم الأبحاث الحديثة والعمل الميداني، ولا سيما الحفريات الإنقاذية، وحفظ المواقع والمعالم الأثرية.
وأكد إبراهيم "أهمية إشراك المجتمع المحلي وتعزيز وعي جميع فئات المجتمع، والسعي لاستقطاب ودعوة العلماء المؤهلين من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك العلماء من الدول العربية المجاورة التي تربطنا بها علاقات تاريخية ممتدة وروابط متينة".
وفي كلمة ألقاها الدكتور هانز جيبل باسم جميع الباحثين الأجانب في المؤتمر الدولي السادس عشر لتاريخ وآثار الأردن، أن الأردن يجسد نموذجا رائدا في الحفاظ على التراث الأثري والإنساني بفضل رؤية ودعم سمو الأمير الحسن بن طلال.
وأشار جيبل إلى ضرورة ترجمة البحث الأثري إلى أدوات عملية لحماية الإنسانية من التكرار التاريخي للفظائع، واستدراك الأزمات قبل وقوعها.
وأشاد جيبل بالمشاركة الواسعة للشباب الأردني واعتبرها ضمانا لمستقبل علمي واعد، داعيا إلى تعزيز البحث الأثري في الأردن والعالم العربي، والتعاون الدولي للحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز المعرفة عبر الأجيال.
وشهدت فعاليات المؤتمر مناقشة أوراق بحثية وورش عمل ومحاضرات متخصصة تناولت قضايا محورية تتعلق بالتراث الثقافي الأردني والمشرقي، من أبرزها: آخر المستجدات في مجال البحث الأثري الميداني والتوثيق في الأردن، حيث تمت مناقشة 89 ورقة بحثية متخصصة في هذا المجال، إضافة إلى موضوعات علم الآثار والهوية وحقوق الإنسان، والتغيرات المناخية وتأثيرها على التراث الثقافي، وعلم الآثار ومواقع التراث العالمي ودور السياحة المستدامة في الأردن.
ويعكس المؤتمر الحرص الدائم على صون التراث الأردني وحماية تاريخه الحضاري، كركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية، وحماية الموروث الإنساني العالمي.
وأكد المشاركون أن هذا المؤتمر، يجسد استمرارية فكرية وعلمية أطلقها سمو الأمير الحسن بن طلال، لتكون منارة للحوار الثقافي والعلمي، ورسالة حضارية تضع الأردن في صدارة الجهود العالمية لحماية التراث وصون الموروث الإنساني.