سآخذكم اليوم في رحلة لا تنسى من الاستجمام والرفاهية والراحة الى أخفض بقعة على سطح الكرة الأرضية.
سنتجه معاً الى جنوب غرب العاصمة عمان في رحلة قد تستغرق ما بين ٥٠ الى ٦٠ دقيقة بالسيارة، حيث يُعد الطريق الى البحر الميت من الطُرق الواسعة والمريحة والمخدومة أيضاً، ومن أجمل ما يميز طريق البحر الميت، مناظر التلال والجبال والكثبان الرميلة الممتدة على جانبي الطريق طوال الرحلة.
بمجرد اقترابنا من البحر الميت سنشعر براحة غريبة وباتساع في مجرى التنفس، وذلك بسبب التركيز العالي للأكسجين في هواء البحر الميت، حيث يعتبر الأعلى تركيزا في العالم، ومن هنا تبدأ رحلتنا الاستشفائية مع بداية استنشاقنا لأول نفس من هواء أكبر منتجع طبيعي مفتوح في العالم!
لعل من أكثر التجارب غرابة واختلافا وتميزاً في العالم، هي تجربة السباحة في البحر الميت، فبسبب الملوحة العالية جدا للمياه فإن جسدك سيطفو مستسلما فوق الماء، خفيفاً غير مثقل بأية هموم قد تعيق استرخائه تحت أشعة الشمس مُستمتعاً بالتقاء زرقة البحر بزرقة السماء في لوحة فنية حقيقية لا تشوبها شائبة!
وفور خروجك من الماء، ستشعر بانك ولدت من جديد، فان كنت تعاني من أي امراض جلدية معقدة كالصدفية وحب الشباب أو الروماتيزم، أو بسيطة كالجروح والخدوش الصغيرة، ستلاحظ علامات الاستشفاء في لحظتها، فمن المعروف ان الخصائص الاستشفائية لمياه البحر الميت قد فاقت كل علاجات الأمراض الجلدية حول العالم، ويعود ذلك إلى التركيز العالي جداً للأملاح والمعادن فيها، حيث أصبح البحر الميت من أشهر الوجهات العالمية للسياحة العلاجية.
وكما ذكرت لكم سابقا، يُعد البحر الميت أكبر منتجع طبيعي مفتوح في العالم، وتحتوي الفنادق الموجودة فيه عددا من المنتجعات الصحية الفخمة والتي توفر عددا من الخدمات التي تعتمد على الاستفادة من الخصائص الطبيعية للمنطقة كاستخدام طينة البحر الميت في تجديد نضارة البشرة والمحافظة على صحة الجلد بشكل عام، كما وتوجد في بعص تلك المنتجعات كهوف ملحية وعيون كبريتية وبرك داخلية من مياه البحر ذاتها، لتصبح تجربتك الاستشفائية مُمتعة ومريحة في نفس الوقت.
وإذا اردت ان تستمر برحلتك الاستشفائية والاستفادة من معجزات هذا المكان، حتى بعد عودتك الى ديارك، فان المنتجات الطبيعية ومستحضرات التجميل متوفرة في كل الفنادق ومحال المنتجات المحلية في طريقك عودتك من البحر الميت الى عمان، وفي داخل بعض محلات مستحضرات التجميل العالمية في العاصمة عمان ايضاً، حيث يعد انتاج المستحضرات الطبية والتجميلية من طين البحر الميت الأكثر شهرة في عالم البشرة والتجميل حول العالم!
وقبل مغادرتنا لتلك المساحة التأملية الطبيعية، لن ننسى مشاهدة الشمس وهي تذوب بين التقاء الازرقين، لنكمل بذلك رحلتنا الى الاستشفاء الروحي والجسدي عائدين الى عمّان، مدينة الحب والسلام في الأردن بلد العجائب الطبيعية والتجارب الفريدة!