مع ازدياد اهتمام الناس بعيش أسلوب حياة مفعم بالصحة، زادت شعبية رحلات النقاهة والمنتجعات في كافة أرجاء العالم. لهذا السبب، عمل الأردن على تزويد مواقعه العلاجية الطبيعية بمنتجعات من الطراز الرفيع والتي توفّر مجموعة متنوعة من المرافق والخدمات، وذلك بغية منح الزوار تجربة راحة واسترخاء تلائم وتخدم متطلبات الصحة واللياقة والجمال.
وادي رم موقع تخطّى بهيبته حدود الزمان بعيداً عن تأثيرات البشر، إذ بالكاد وطئته أقدامهم. استسلمت وادي رم لعوامل الطقس والرياح لتضع بصمتها على المكان، فقد شكّلت ونحتت ناطحات السحاب العظيمة الشاهقة فيه، والتي وصفها توماس إدوارد لورنس "لورنس العرب" بكلّ رقيّ حين قال: "شاسعة، يصدح فيها الصدى، مهيبة". سَكينة الصحراء ودفء أهلها وحسن ضيافتهم هي ما يجعل وادي رم الوجهة المثلى لمنح الذهن والجسد الراحة التامة.
اكتشف أكثريقع البحر الميت على مستوى 410 م تحت سطح البحر، ما يجعله أخفض بقعة في العالم. يعدّ ساحل البحر الميت من أروع المواقع الطبيعية والروحانية في العالم، ولا يزال إلى اليوم يجذب الزوّار من كافة بقاع الدنيا كما كان يجتذب الملوك والأباطرة والتجار والأنبياء في الزمن الغابر. تشكّل مياهه المريحة ذات الملوحة الزائدة عامل الجذب الأساسي في البحر الميت. بنسبة ملوحة تبلغ 31.5% ، تتّسم مياه البحر بخاصية الطفو مما يحمي زوّاره من الغرق فيه. تحتوي المياه أيضاً على 21 ملحاً معدنياً، بما في ذلك المستويات المرتفعة من المغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والبرومين، ويتفرد البحر الميت بـ 12نوعاً من هذه الأملاح التي لا يمكن إيجادها في أي تجمّع مائي آخر في العالم. أثبتت الدراسات أن توليفة مياه البحر الميت مع الطين الأسود الغني الموجود على شواطئه تكسبه ميزة الفوائد الصحية المذهلة، بما في ذلك تنشيط الدورة الدموية وتخفيف أوجاع آلام المفاصل والشفاء من الحساسيات وتجديد نشاط البشرة.
إن كنت ستزور البحر الميت، فلا تضيع فرصتك في قضاء يوم إضافي في أعجوبة أخرى تقع على مقربة من البحر الميت تسمّى "حمّامات ماعين". وهي عبارة عن ينابيع مياه ساخنة تعدّ نقطة جذب للسياح وسكّان البلد على حد سواء. تقع الينابيع على مستوى 264 م تحت سطح البحر في واحدة من أجمل واحات الصحاري في العالم، و يقصدها آلاف الزوار للاستحمام في مياه شلالاتها شديدة السخونة والغنية بالأملاح المعدنية. تأتي مياه الشلالات من مياه أمطار السهول الأردنية المرتفعة التي تغذّي 109 ينابيع باردة و ساخنة في الوادي. تُسخَّن هذه المياه على درجة حرارة تصل بدورها إلى 63 درجة مئوية بفعل شقوق الحمم البركانية، وذلك قبل أن تصفّى في سيل الزرقاء.